أبو عمار ينتصر في يوم الزحف
بقلم : أحمد فايز القدوة
انتصر
الزعيم الخالد ياسر عرفات
على الصهاينة وكلابهم من الخونة والعملاء، وانتصرت جماهير غزة صاحبة العلم الفلسطيني والراية الصفراء بياسر عرفات على الظالم ملبية نداء زحف الوفاء للقائد الوطني العملاق أبو عمار. عندما توحدت الرايات واشتدت الخطابات ورفض الظلم، أطلق الرصاص على المحتشدين بحجة قذفهم بالحجارة في أكبر مسيرة تضامن ووفاء لنهج ورمزية أبو عمار، فتعتقد أن نجاحها هو عبارة عن فشل "حماس" التي لا ترغب في الوقت الحالي في نمو قوة القاعدة الجماهيرية "لفتح". فبينما فنّد متحدث بإسم داخلية "حماس" حقيقة قتل 7 من المحتشدين، أكد جمعة السقا مقتل 6 أشخاص على الأقل في أحداث الذكرى الثالثة للشهيد الرمز أبو عمار، وهذا يدل على نهج قمع أبناء فتح بهدف مسح وحذف الحركة التاريخية العملاقة "فتح" من خارطة فلسطين. شهد قطاع غزة قبل فترة غير بعيدة بأحداث مشابهة ممثلة بقمع المصلين في العراء، واليوم يتم قمع المحتشدين في إحياء ذكرى استشهاد القائد الوطني ياسر عرفات "أبو عمار"، هذه المسيرة التي لا يمكن نسيانها في تاريخ الشعب الفلسطيني كونها خرجت من تحت الرماد والحصار والجوع معلنة رفضها لأشكال الابتزاز وتقزيم الآخرين وتحجيم أدوارهم، وتهميش دورهم في المجتمع. ويأتي زحف اليوم للتأكيد على وحدة الأرض والوفاء للرئيس الشهيد أبو عمار، ورفض الحسم العسكري ونتائجه، ورفض للحصار والجوع الممارس من قبل الصهاينة، والسياسات المتبعة من حكومة غزة المقالة، تجاه أبناء "فتح". في غزة اشتدت الخطابة، ولعنة نزلت على من سمح بقتل الآخرين دون أي ذنب، فالمشهد اليوم على شاشات التلفزة جاء موازياً لمشهد قمع المتظاهرين المناهضين لسياسة "برويز مشرف" في باكستان، فالصورة عكست واقعين لا مجال للمقارنة بينهما إلا من خلال العصا والرصاصة وأسلوب الأكذوبة الإعلامية المستخدمة في غزة في نقل أحداثها ووقائعها، وسياسة تفنيد الحقائق. الجميع يعلم أن الجموع خرجت لتلبية الوفاء للزعيم الوطني ياسر عرفات، وانتهى المهرجان التاريخي بنجاح وانتصرت الإرادة الجماهيرية، ولكن هل يطلق الرصاص على الجموع بهذه الصورة المؤلمة؟، ولماذا تم تفريقهم إثر انتهاء المهرجان بهذا الأسلوب، هل لأنهم يحملون أسم "فتح" ورايات فلسطين... لا يمكن أن تستمر هذه الحالة التي تعبر عن قشعريرة وجدانية جراء ما يصيب الناس من الجوع والعصا والضريبة والقهر والموت البطيء والعالة والفساد والتمرد والانفلات والمهاجر الداخلية، لا يمكن ان نقبع تحت سقف المناكفة والتكذيب في نقل الواقع المعاش، لأننا جميعاً نعلم أنه لا يمكن حذف تاريخ حركة وطنية أو سرقة الراية، لأن فلسطين ملك للجميع ولنا الحق فيها... وياسر عرفات لم يمثل حركة فتح بقدر ما مثل الشعب الفلسطيني. واعتداء اليوم مثل اعتداء على رمزية الشهيد ياسر عرفات لأنه حمل راية فلسطين، فقال حين كان عائداً إلى الوطن، قالوا أين أنت ذاهب بنا يا أبو عمار، قال : إلى فلسطين.. ولم يقل أنه ذاهب إلى بيته الفتحاوي."!!. ولا شك في أن زحف الوفاء للزعيم الشهيد ياسر عرفات قد مثل انتصاراً حقيقياً لرمزيته، وقمع رصاص القمع، وأسكت أصوات التخاذل، وأبعد شبح الخوف من المستحيل، لأن غزة صامدة بأهلها، وقادرة على النهوض والوقوف من جديد، فهنيئاً لياسر ولفلسطين، وهنيئاً للشعب المنتصر. |