بسم الله الرحمن الرحيم
الاهداء
الى ارواح الشهداء الطاهره الزكيه... ومن نعتز باسمائهم تمجيدا وتخليدا..... الى عائلاتهم واهليهم
الى الجرحى النازفين الابطال....فحلق صبرهم يعانق فجر الضياء....
الى الاسرى المغاوير....من لا تلين لهم قناه....عزا وحريه رغم القيد والسجان
الى الذين هدمت بيوتهم... فتلحفوا عنان السماء شموخا..حتى تشرق شمس الاحرار
الى ابطالنا المطاردين .... من سكنوا الجبال ...وصبروا على الليالي وبردها
الى الذين سبقوا...والذين ولحقوا...وما هانوا وما استكانوا
الى وطن الشهداء ...ونبع العطاء ...
الى ربوع فلسطين الحبيبه....واقصانا الاسير
الى محافظه الزيتون ...الى سلفيت الغاليه .... نزف السلام
الى اهلها..ورجالها ونساءها واطفالها وكهالها....
الىكل حر شريف
الى حركه فتح.... صانعه النضال... خلقا واداء والتزاما
نتقدم بحروف التواضع لنفتح صفحه من سجل الخالدين لشهدائنا الاطهار
فتعالوا نتقدم ..... الى الشهيد....اعراس وعيد
مع الشهيد الحي في قلوبنا انه البطل
جهاد حسان " ابو نعيم "
ولد جهاد حسان لاسرة مكافحه فقيره .... رضع من حليب الكرامه...وكبر وترعرع في احضان اهله بين اخوانه ... والصبر يحاكي قهر السنين...
يدرس ولم يكمل تعليمه .... كما هو حال الكثيرين من اقرانه...فيعمل في ارضه والتي اصبحت قلبه النابض... جسدين بقلب واحد
عمل في ارضه واحتضن اشجارها واطيارها..... زيت وزيتون وزعتر..وكبر الحلم في قلب الرجال .....
يبدؤ مشواره النضالي مع انطلاقه انتفاضه ال 87 ..... مقلاعا بيده ...يقاوم...يضع سدا... يشعل عجلا....يواظب على السهر مع اخوانه ويترقب ويراقب البده ويعمل على امنها ( فعاليات )
وهكذا تستمر الجساره.... ويمارس دوره بتفان وفداء....واخلاص كبير...غير ابه بمركز ولا ناظر الى فائده ليحققها
يلتحق شهيدنا منذ البدايات بحركه التحرير الوطني الفلسطيني - فتح-...يتنظم في صفوف ابطالها...فيكون في المقدمه والرياده في العمل ... يتسابق الى الفخر والعز
وابو نعيم - رحمه الله - كان مميزا في صمته وسريه العمل .... ولكن في نهايه المطاف يتعرض للاعتقال ....كباقي ابناء هذا الشعب ....اذ في حينها كانت الالاف المؤلفه
رهن الاعتقال....ليقضي ثلاثه اعوام خلف قضبان السجون باصرار واباء
وعند خروجه يمضي دربه وعهده من جديد....بهمه عاليه ...واراده تعانق الجبال
وعمل ابو نعيم عضوا في اللجنه التنظيميه -لحركه فت- منطقه سلفيت
وعضوا في المؤتمر العام للحركه على مستوى الاقليم للحركه
وعند دخول السلطه الوطنيه الى فلسطين بقياده الرمز والشهيد " ابو عمار " التحق بجهاز المخابرات العامه في سلفيت عام ال 95 وكان من خيره الضباط واكثرهم التزاما وانضباطا...وعمل بصمت ومهنيه عاليه طيله فتره حياته.....الى ان تم مطاردته من جيش الاحتلال الغاصب
واثناء مطاردته عرفه اهل سلفيت وقرى المحافظه
كان شجاعا....لا يرهب العدى .....مطاردا في الجبال والوديان لسنوات عده....بيته مغاره في الخلاء ...حير الالباب كيف يظهر ويختفي ؟؟؟
كل اهل البده فتحوا بيوتهم له لما عرفوه عنه من اخلاق ....الكل احبه ...ولن تصدق لو رايت التواضع في عينيه
كانت لديه مهاره بمعرفه المغارات في الخلاء فيختبىء مع اخوته ورفاق الدرب عند الخطر
تعرض لاصعب المواقف واخطرها اثناء ملاحقته من قبل كلاب الاحتلال وجيوشهم.....وكانه رفيق الليل والقمر
وكل المحاولات لتصفيته باءت بالخطر....
احبه اطفال المدينه لقربه من الصغير قبل الكبير....والفقير قبل الغني
كان نصير المظلومين ...ويساعد المستضعفين في استرداد حقوقهم
حتى نساء البلده كانت يحببنه....كانه ابنهن
والمنطقه باكملها والقرى المحاذيه عرفته لانه كان خادما وحافظا لامورهم
حمل الامانه على الاعناق...وتمرد على لقمه الهوان
وطاف المطاف بمن عرفته شوارع البلده وازقتها .....ان نصب جهاز المخابرات الاسرائيليه خدعه...بان ارسل للشهيد سامر دواهقه f 16 بندقيه وذلك تم بعمليه استخباري مصمم وبدهاء عبر عميل ...وكانت البندقيه ملغمه.... فذهب الشهيدين حينها لتجربه البندقيه....وذهب سامر لاحضار حبل لشدها...وحينها كانت البندقيه تنفجر
لتصيب ابا نعيم بشظايا مسمومه لا حصر لها مما اودى الى بتر يده في نفس ساعه الانفجار وذلك من شدته ...واصابته باصابات خطيره في كل انحاء الجسد بما في ذلك الراس ....ليرتقي ابا نعيم شهيدا بعد ان كانت محاولات لعلاجه في مستشفى رام الله .....ولتعانق روحه الانبياء بعد ساعتين من الاصابه....
عندها يعود ابو نعيم الى عرس الشهاده...محمولا على الاكتاف....مهرجانا وطنيا لم تعهد سلفيت له سابقه
كل البلده عن بكرة ابيها تخرج لتودع حبيبها... وتاتي الناس من كل المحافظات معزيه بفارس كتائب شهداء الاقصى...وقادتها ..
وبكت النساء والاطفال عملاقا وفيا لارضه وهويته
كل الشوارع والماذن نعت اسدا هصورا.....وناحت على الايك الحمائم
ليترك ابا نعيم ابناءه من بعده لله يستخلفهم فيه .... نعيم ...ايناس ...اسلام....وكانت زوجته حاملا فانجبت من بعد استشهاد زوجها طفلا اسمته باسم ابيه الذي لم يراه
ابا نعيم..........اصرارك فينا لن يموت......فانت صمام الامان....
لم تزل درعا....حتى وان رحلت....اسمك جهاد ......ومسيرتك جهاد....
كانت تاويك العين والقلب...حين تضيق الدنيا....
يؤلمك ارهاب الشيطان....تريحك براءة الاطفال
جراحك اكبر من امال النصر...مطارد تلتحف الثرى ...تغطيك نجوم السمااااء...
تضم حبيبتك بين ذراعيك " البندقيه".....
وعندما نسفوا جسدك.... ارتعب الموت ليرنو من القاتل
كنت الشاهد على الجريمه....واقوى من كل الجراح
صمتك كان يومياتنا .....وذراعك يا جعفر الطيار طار ليصفع المحتل اللعين
تعيش فينا بعمق انفاسنا ....والسواد صار يعانق السواد...
والدموع الحائره تلعن من خانوك.....
ما عدنا نشعر بطعم الاشياء ......وهمساتك لا تنسى
وفي كل خليه في اجسادنا لك حب ووفاء.....اه يا ابا نعيم حتى في الصمت في استشهادك يكون
واخيرا اعذرني فانت الاخ الحبيب.....والصاحب الوفي.....والمقاتل الشهيد
كل قواميس النضال....وحروف الشجاعه .... لن توفيك بعض حقك
نسال الله ان نلتقي بك في عليين مع الانبياء والصديقين...... وحسن اولئك رفيقا